فصل: تفسير الآية رقم (148):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (148):

{وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148)}
(148)- وفي هذِهِ الزُّرُوعِ وَالنَّخِيلِ، وَقَدْ أيْنَعَ ثمرُهَا، وبَلَغَ، فأصْبَحَ نَاضِجاً هَضِيماً.
الطَّلْعُ- الثَّمَرُ الذي يَؤُولُ إِليهِ الطَّلْعُ.
هضِيمٌ- نَاضِجٌ يَانِعٌ.

.تفسير الآية رقم (149):

{وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149)}
{فَارِهِينَ}
(149)- وتَنْحِتُون بُيُوتاً في الجِبَالِ أَشَراً وبَطَراً وعَبَثاً (فَارِهِينَ)، منْ غَيْرِ حَاجَةٍ إلى سُكْنَاهَا.
(كَانَ قومُ ثمودَ مَهَرةً حَاذِقينَ في نَحْتِ البيُوتِ في الجِبَال ونَقْشِها).
فَارِهِينَ- بَطِرِينَ مُتْرَفينَ- أو حَاذِقِينَ في نَحْتِها.

.تفسير الآية رقم (150):

{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150)}
(150)- فأطِيعُوني فيمَا دَعَوْتُكُم إليهِ منْ عِبَادَةِ اللهِ وحدَهُ، والإقْلاعِ عنِ الكُفْرِ والضَّلالِ والطُّغيَانِ وعِبَادَةِ الأَوْثَانِ، وَأقْبِلُوا عَلَى مَا يَعُودُ عليكُمْ نَفْعُهُ في الدُّنْيا والآخِرَةِ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّكُمُ الذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ، وتسبيحهِ بُكْرَةً وأَصِيْلاً.

.تفسير الآية رقم (151):

{وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151)}
(151)- وَلا تُطِيعُوا أمْرَ الرُّؤسَاءِ والكُبَراءِ، الدُّعَاةِ إلى الشِّرْكِ والكُفْرِ ومُخَالَفَةِ الحَقِّ (المُسْرِفِينَ).
المُسْرِفِين- المُتَجَاوِزِينَ الحُدُودَ.

.تفسير الآية رقم (152):

{الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152)}
(152)- وَهَؤُلاءِ الكُبراءُ يُفْسِدُونَ في الأَرْضِ، وَيَدْعُونَ إِلى الضَّلالِ وَيَصْرِفُون النَّاسَ عَنِ الحقِّ، وَلا يَدْعُونَ إلى الهُدى وَالإِصْلاحِ.
(وقِيلَ إنَّ المَقصُودَ بِهُؤُلاءِ الكُبَراءِ هُمُ الرَّهْطُ التِّسْعَةُ الذينَ تآمَرُوا على قَتْلِ صَالحٍ وعَقْرِ نَاقَتِهِ).

.تفسير الآية رقم (153):

{قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153)}
(153)- فأجَابُوه: إِنَّكَ رَحُلٌ غَلَبَ السِّحرُ عَلَى عَقْلِهِ، فَلا يُقْبَلُ لَهُ قَوْلٌ، وَلا يُسْمَعُ لَهُ نُصْحٌ.
المُسَحَّرِينَ- المَغْلوبِ عَلَى عُقُولِهِمْ بالسِّحْرِ.

.تفسير الآية رقم (154):

{مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154)}
{بِآيَةٍ} {الصادقين}
(154)- فَلَسْتَ إلا بَشَراً مثْلَنَا فكَيْفَ أَوْحَى اللهُ إِليكَ مِنْ دُونِنا؟ ثُمَّ اقْتَرَحُوا عَليهِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بمُعْجِزةٍ خَارِقَةٍ لِلعَادةِ (آيةٍ)، لِيَعْلَمُوا أنهُ صادِقٌ فِيما جاءَهُمْ بِهِ من ربِّهِمْ.

.تفسير الآية رقم (155):

{قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)}
(155)- ولمَّا سَألَهُمْ صَالحٌ عليهِ السَّلامُ عنِ الآيةِ التي يُريدونَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بِهَا، اجتَمَعَ مَلؤُهُم وطلَبُوا مِنهُ أَنْ يُخْرِجَ لهمْ من صَخْرةٍ عَيَّنُوها لهُ ناقةً عُشَرَاءَ منْ صِفَتِها كذَا وكَذا. وحِينئذٍ أخَذَ عليهِمْ صالحٌ العَهْدَ والمِيثاقَ لِئنْ أجَابَهُم إلى ما سَأَلوا لَيُؤْمِنُنَّ باللهِ، وبِمَا جَاءَهُمْ بهِ منْ عندِ اللهِ. ثم دَعَا اللهَ ربَّهُ أن يُجِيبَهُمْ إلى سُؤَالِهِمْ، فانْفَطَرتِ الصَّخْرَةُ التي أَشَارُوا إِليها عَنْ ناقةٍ عُشَرَاءَ، لَها الصِّفَاتُ التي طَلَبُوها. فآمَن بعضُهُمْ، وكَفَرَ أكثرُهُمْ، فقالَ لهمْ صالِحٌ هَذهِ النَّاقَةُ التي سَأَلتُمُوهَا، وَإِنَّها سَتَرِدُ الماءَ يَوْماً، لا يُشَارِكُونَها فيهِ، ويَرِدُونَهُ هُمْ يومَاً لا تُشَارِكُهُمْ هيَ فيهِ.
لها شِرْبٌ- نَصِيبٌ مَشْرُوبٌ من المَاءِ.

.تفسير الآية رقم (156):

{وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)}
(156)- وحَذَّرَهُمْ مِنْ نِقْمَةِ اللهِ أَنْ تَحِلَّ بِهِمْ إنْ هُمْ مَسُّوا الناقَةَ بِسُوءٍ، فَمَكَثَتِ النَّاقةُ بينَ أظهُرِهِمْ حيناً منَ الدَّهرِ تَرِدُ المَاءَ وتَرْعَى في أَرْضِ اللهِ، وينْتَفِعُون بِلبَنِها، يَحْلبُونَ منْها ما يكْفِيهِمْ شُرْباً وَرِيّاً. فَلَمَّا طالَ عَلَيهِمُ الأمَدُ وحَضَرَ أشْقَاهُمْ تَمالؤوا على قَتْلِها وعَقْرِها.

.تفسير الآية رقم (157):

{فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157)}
{نَادِمِينَ}
(157)- فقَتَلُوا النَاقَةَ. فَقَالَ لَهُمْ نبيُّهُمْ صالِحٌ: تَمَتَّعُوا في دِيَارِكُمْ ثَلاثةَ أيامٍ، وَبعْدَ ذَلك يَحِلُّ بِكُمُ العَذابُ، فنَدِمُوا عَلى مَا فَعَلَهُ أشقياؤُهُمْ.

.تفسير الآية رقم (158):

{فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)}
{لآيَةً}
(158)- وفي المَوْعِد الذي حَدَّدَهُ لَهُمْ صالحٌ، حَلَّ بهِمْ عذابُ اللهِ، فَزَلْزِلَتِ الأرضُ زِلْزَالاً شديداً، وجاءَتْهُمْ صَيْحَةٌ عَظِيمَةٌ اقْتَلَعَتِ القُلوبَ ممنْ مَحَالِّها، وأتَاهُمْ منَ الأمرِ ما لمْ يَكونوا يَحْتَسِبُون، وأصْبَحُوا في دِيَارِهم هَلْكَي جَاثِمِين، ولمْ يكنْ أكثرُهُمْ مُؤْمِنينَ بِمَا جَاءَهُمْ بهِ صَالِحٌ، وفي ذَلك لآيةٌ وعبرةٌ وعظةٌ للعاقِلين.

.تفسير الآية رقم (159):

{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)}
(159)- وإنَّ رَبَّكَ، يَا مُحَمَّدُ، هُوَ العَزيزُ الذِي لا يُقَاوَمُ ولا يُغَالَبُ وَهُوَ الرَّحِيمُ بِعبادِهِ.

.تفسير الآية رقم (160):

{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160)}
(160)- وأَرْسَلَ اللهُ تَعَالى لُوطاً علَيهِ السَّلامُ- وهُوَ ابنُ أَخي إِبراهيمَ- إلى قَومٍ عُرِفُوا فيما بعْدُ بقومِ لوطٍ، وكَانُوا يَسْكُنُونَ مَدينةَ سَدُومٍ جَنُوبِيِّ البَحْرِ المَيِّتِ في الأُرْدُنَّ فَدعَاهُمْ إلى عِبَادَةِ اللهِ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأنْ يُطِيعُوا رَسُولَهُ الذِي بَعَثَهُ اللهُ إلَيْهِمْ، ونَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ تَعالى، وعنِ ارْتِكَابِ الفَواحِشِ التي لَمْ يَسْبِقْهُمْ أحَدٌ منَ العَالَمِينَ إلى ارْتِكَابِها، فكذَّبُوهُ.

.تفسير الآية رقم (161):

{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161)}
(161)- فَقَالَ لَهُمْ لُوطٌ: أَلا تَتَّقٌونَ اللهَ، وتَخَافُونَ عِقَابَهُ، وأنتُمْ تَعْبَدُونَ منْ دُونِهِ آلهةً أصْنَاماً لا تَضُرُّ ولا تْنَفَعُ، وتَرْتَكِبُونَ الفَواحِشَ؟

.تفسير الآية رقم (162):

{إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162)}
(162)- فإِنيّ رَسُولُ اللهِ إليكمُ، وَإِنيّ أَمينٌ في إِبْلاغِكُم مَا أتَلَقَّاهُ مِنْ رَبِّي.

.تفسير الآية رقم (163):

{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163)}
(163)- فأَطِيعُوني وَاسْمَعُوا قولي، وَاتَّقُوا الله وأخْلِصُوا العِبَادَةَ لَهُ وحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ.

.تفسير الآية رقم (164):

{وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164)}
{أَسْأَلُكُمْ} {العالمين}
(164)- وَأَنا لا أَسْأَلُكُمْ جَزَاءً، وَلا أَجْراً عَلى نُصْحِي لَكُمْ، ودَعْوَتي إيَّاكُمْ إِلى عِبَادَةِ اللهِ تَعَالى، وَإِنَّما أبْغِي الأَجْرَ والثَّوَابَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ عِنْدِ اللهِ ربِّ العَالَمِين.

.تفسير الآية رقم (165):

{أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165)}
{العالمين}
(165)- وَقَالَ لَهُمْ: إنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنَ دُونِ النِّسَاءِ، وَهذَا أمرٌ مُنْكَرٌ لَمْ يَسْبِقْكُمْ إِليهِ أََحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ.

.تفسير الآية رقم (166):

{وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)}
{أَزْوَاجِكُمْ}
(166)- وتَذَرُونَ ناءَكُمْ وَمَا خَلَقَ اللهُ لَكُمْ مِنْهُنَّ، فَأَنْتُمْ بِذَلِكَ قَوْمٌ مُعْتَدُون، مُتَجَاوِزُونَ حُدودَ اللهِ، وشَرائِعَهُ.
عَادُون- مُتَجَاوِزُونَ الحَدِّ فِي الْمَعَاصِي.

.تفسير الآية رقم (167):

{قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)}
{لَئِن} {يالوط}
(167)- فَقَالُوا لَهُ: لئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ عَمَّا جِئْتَنَا بهِ مِنْ دَعْوَتِنا إلى التَّطَهُّرِ، وتَركِ ما وَجَدْنا عَليه آباءَنا، لَنُنْخِرجَنَّكَ مِنْ بينِ أظْهُرِنا، ولَنَنْفِيَنَّكَ منْ بَلْدَتِنا أنْتَ وأَهْلَكَ، فإِنَّكُمْ أُنَاسٌ تَتَطَهَّرُون.

.تفسير الآية رقم (168):

{قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168)}
(168)- فَقَالَ لَهُمْ لُوطٌ إنَّهُ كَارِهٌ لِمَا يفْعَلونَهُ، وَلا يَرْضَى بهِ، وإِنَّه بَراءٌ مِنهُمْ.
القَالينَ- المُبْغِضِينَ أشَدَّ البُغْضِ.

.تفسير الآية رقم (169):

{رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169)}
(169)- وَدَعَا لُوطٌ ربَّهُ قَائِلاً: رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُ هؤلاءِ منَ المُنْكَرَاتِ، وأنْقِذْنَا بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ حينَما تُنْزِلُ بالضَّالِّينَ عَذَابَكَ الأَليمَ.

.تفسير الآية رقم (170):

{فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170)}
{فَنَجَّيْنَاهُ}
(170)- فأنْجَاهُ اللهُ تَعَالى وأهلَهُ جَمِيعاً.

.تفسير الآية رقم (171):

{إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171)}
{الغابرين}
(171)- إِلا امرَأَتَهُ، وكَانَتْ عَجُوزَ سَوْْءٍ، بَقِيَتْ مَعَ قَوْمِها الهَالِكِينَ حِينَ أَمَرَهُ اللهُ بأنْ يُسْرِيَ بِأَهْلِهِ، فَهَلَكَتْ مَعَ قَوْمِها.
فِي الغَابِرينَ- فِي البَاقِينَ فِي العَذابِ كَأَمْثَالِها- أوْ في الهَالِكِينَ.

.تفسير الآية رقم (172):

{ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172)}
{الآخرين}
(172)- وأمَرَ اللهُ تَعالَى لوطاً بأن يُسْرِيَ بِأَهْلِهِ بَعْدَ مُضِيِّ جَانِبٍ منَ اللَيلِ، بِقِطْعٍ منْهُ- وأَنْ لا يَلتَفِتَ منهُمْ أحدٌ إلى الورَاءِ حِينَما يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ تُدَمِّرُ القَومَ الظَّالِمِينَ، وَقَريَتَهُمْ. وَلمَّا خَرَجَ لُوطٌ وأَهلُهُ، وابْتَعَدُوا صَبَّ اللهُ عَذَابَهُ عَلَى القَريةِ، وأَمْطَرَها حِجَارةً من سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ، فَجَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَها، ولَمْ يُبْقِ أحَداً مِنْ أهْلِها عَلَى قَيدِ الحَياةِ.
دَمَّرْنَا الآخَرِينَ- أهْلَكْنَاهُمْ إهْلاكاً شَدِيداً.